ثقافة الدورة 9 لملتقى عيون اﻷدب العربي بالمغرب "اﻷدب المقاوم في القارة الإفريقية": اكتساح للقارة السمراء وتونس مجددا حاضرة
انعقدت نهاية الأسبوع المنقضي فعاليات النسخة التاسعة لملتقى عيون اﻷدب العربي، دورة الشيخ سيد المختار الكنتي حول موضوع "اﻷدب المقاوم في القارة الإفريقية» الذي نظمته جمعية النجاح للتنمية الاجتماعية وسجل مشاركة اوسع لبلدان القارة السمراء.
وقد امتدت التظاهرة من 25 الى 29 فريل 2018 وشهد اليوم الاول افتتاح جملة من المعارض الادبية والفنية على غرار معرض كتب ومعرض للمخطوطات أثثه مركز الكنتي الثقافي ، معرض خاص بمنشورات الجمعية وإصداران جديدان ينضافان إلى خزانة الجمعية وهما ” الأدب المقاوم في القارة الإفريقية” من ستمائة صفحة تضمّن مقالات المشاركين في هذه الدورة وهي بادرة متفردة باعتبار أن جل مراكز البحوث والجامعات خلال تنظيمها لندوات دولية لم تنجح في الالتزام بنشر ندواتها.
أما الكتاب الثاني فيندرج في إطار جائزة الشيخ سيدي المختار الكنتي للثقافة، وهو للأستاذة زينب مبسوط، كذلك الموسيقى كانت حاضرة من خلال وصلات من أحد أبرز الفنون الأصيلة التي يتميّز بها المشهد الفني المغربي، الطرب الأندلسي وقد أثتها جوق السيدة الحرة للموسيقى الاندلسية وأغاني لأبرز رواد هذا الفن في المغرب على غرار أحمد باجدوب وعبد الرحيم صويري ..
كلمات المنظمين أمّنها رئيس جمعية النجاح أ. خونا ماء العينين وتضمنت حجم التحدي الذي قاومته الجمعية بشجاعة وصبر لا يلينان الا بالنقد البناء ،اما اختيار محور الندوة والشخصية المكرمة فكان واعيا وعميقا، هذا وتعرض الشاعر جعفر حيدر في كلمة نيابة عن المشاركين الى ان الملتقى عرف كيف يرسم طريقه الثقافي وأن الدول لا تبنى الا بالثقافة التي هي عبء كبير لا يدخله الا المتطلعون الى الحياة، والثقافة حرية لا تقبل الا حرية ..
هذا وفي اطار الديبلوماسية الثقافية و انفتاح الملتقى على المؤسسات البحثية والعلمية ،تم عقد جملة من عقود الشراكات نذكر من بينها مجمع الشيخ سيد المختار الكنتي بموريتانيا ومركز الدراسات والأبحاث بوجدة.
كما انتظمت جلسة شعرية أثثتها نخبة من الشعراء على غرار خديجة بوبكر ماء العينين و حميد شمسدي و عمر الراجحي من المغرب، سمير العبدلي من تونس ، أبو شجّة من موريطانيا، كما عُقدت مساء الندوة العلمية الاولى التي اهتمت بمحور "الادب الاسمر المقاوم ،وحدة القضية وتعدد التعبير" ومداخلات متنوعة قاربت هذا المحور من عدة زوايا وأتتها عدد من الاساتذة من بينهم أ. اسماعيل الهموني"جسدي جرح يقاوم"، أ. شمس الدين العوني من تونس "من جماليات الشعر الافريقي المقاوم، الشابي و إرادة الحياة نموذجا" وأ. أدي ولد آدب من موريتانيا " المقاومة الاخلاقية في شعر أسرة "أهب آدب" ..
ليكون الموعد مع جلسة شعرية مع المصطفى المعطاوي ، سكينة لمرابط ، أدي ولد آدب، شمس الدين العوني من تونس... تواصلت خلال اليوم الثاني الجمعة الندوات العلمية حيث تناولت الاولى محور "الادب المقاوم في المغرب ،المنهل الافريقي والخصوصية الاقليمية" في حين اهتمت الثانية بموضوع "المدرسة الكنتية، امتداد الفكر المقاوم عبر القارة السمراء " التي جسدت والى حد كبير انفتاح و اكتساح العمق الافريقي من قبل الجمعية بعد المحلي والعربي فضلا عن وجاهة اختيار شخصية الدورة الشيخ سيدي المختار الكنتي ..هذا وتخللت المداخلات أصبوحة شعرية لأصوات شعرية متعددة ..
اما فقرات اليوم الختامي فكانت متنوعة حيث عقدت الندوة العلمية الرابعة صباحا ومداخلات قاربت محورها "دراسات وقراءات في تجارب سردية وصوفية" على غرار "تفكيك المركزية البيضاء ،قراءة في تشكلات السرد الافريقي"للاستاذ فؤاد عفاني ، "الشخصية في "اشياء تتداعى لتشينوا أتشيي: المتخيل السردي وتشكيل المُدركات" للأستاذ أصيل الشابي و أ.شعيب كيب "أدب المقاومة في شعر الشيخ أحمد بامبا: إلهام السلام نموذجا" ..
ليكون الموعد اثر النقاش مع جلسة شعرية احتفاء بشعراء الجنوب تكريما لمواويل الصحراء التي رافقت خطو الملتقى ،أثثتها نخبة من الشعراء: عمر الراجحي خديجة ماء العينين ،محمد النعمة بيروك ،ابو فيراس بيروك، سكينة المرابط المصطفى المعطاوي وبكار الكنتاوي، في حين شهد حفل الاختتام تسليم عديد الجوائز وأمسية شعرية أمنها كل الشعراء المشاركين في الملتقى الذي سجل مشاركة قياسية عربية وافريقية خاصة من 13 بلدا وهي المغرب، سوريا، مصر، الاردن، السينغال، النيجر، غامبيا، مالي، غينيا، موريطانيا، الجزائر ، نيجيريا وتونس من خلال حضور بهي للشاعرين سمير العبدلي و شمس الدين العوني ومداخلة بحثية قيمة لأصيل الشابي التي استجابت للشروط العلمية وحظيت بتقدير عديد الاساتذة المشاركين في الندوات العلمية للملتقى ..
هذا بالاضافة للحضور الاعلامي التونسي ، وعن ارتسامات المشاركين فاكدت على عمق العمل الذي تقوم به جمعية النجاح مما جعل هذا الملتقى مرجعا في الداخل والخارج تصورا وانجازا..
لزهر الحشاني